الجمعة، 3 يوليو 2009

تحليل باقوال الصحف الاسرائيليه

تحليل باقوال الصحف الاسرائيليه بقلم: الكاتب احمد عصفور ابواياد
تاريخ النشر : 2008-06-13
القراءة : 348


بسم الله الرحمن الرحيمعنوان المقال تحليل باقوال الصحف الاسرائيليهبقلم الكاتب احمد عصفور ابوايادكتب المحلل الاسرائيلي يوسي فيرتر بجريده هارتس الاسرائيليه مقالا تحت عنوان بيبي وباراك يريدون موفازوهذا نص المقال هذا الأسبوع استذكر روبي ريفلين (من الليكود) قصة من شتاء 2006: في الصباح التالي لانهيار صحة أرييل شارون اتصل هو بصفته رئيس الكنيست حينها هاتفيا بالقائم بأعمال رئيس الحكومة، إيهود أولمرت. ويستذكر ريفلين الحوار الذي دار بينه وبين خصمه الأكبر والتاريخي، «قلت له، من أجل إسرائيل أنا أتمنى لك النجاح. فقط عندي شيء واحد أقوله لك: احترس من تسيبي». سأله أولمرت «لماذا؟». رد ريفلين «لأن ظاهرها ليس كمحتواها». أجاب أولمرت: «حسناً، نعرف أنه ينبغي الحذر من الجميع». ومر تقريبا عامان ونصف على ذلك الحوار. والنصيحة المجانية التي أسداها ريفلين لأولمرت يمكنه أن يسديها اليوم كما هي لزعيم حركته الليكود، بنيامين نتنياهو. ولكن حتى من دون ريفلين، يدرك نتنياهو جيداً الخطر الكامن في ليفني. وحسب استطلاعات الرأي، فإن ليفني وحدها هي المؤهلة لمنع نتنياهو من ترؤس الحكومة. ونتنياهو يركز جهده في ليفني: فهو يطلب استطلاعات رأي بشأنها، يحاول اكتشاف الثقوب السوداء في ماضيها، ويكشف عن أسرارها الحصينة، كما يحاول كشف سر شعبيتها. فما الذي اكتشفه؟ أن السر هو سر معلن: نزاهة وطهارة كف. فالشعب يختار ليفني ليس بسبب خبرتها، ليس بسبب قدرتها على اتخاذ القرارات، ليس بسبب فهمها في شؤون الأمن القومي، وإنما ببساطة بسبب أنها توحي بشيء آخر، يتوق له الجمهور بشدة. ولهذا السبب شرع أعضاء الكنيست من الليكود في الآونة الأخيرة يوسخون سمعة ليفني. وبدا الأمر كما لو أنه منسق ومتزامن. فقد بدأت ليفني حياتها في الليكود كيمينية، وتحولت إلى يسارية، وهي صديقة فعلية لأفيغدور ليبرمان في أيامه السوداء. وكان هو من حسن موقعها، وفي الانتخابات التمهيدية التي جرت بين شارون وأولمرت عام 1999 أيدت أولمرت، وعندما فاز شارون زحفت إليه، وفي التحقيقات بالفساد ضد شارون لم تنبس ببنت شفة ضده، وليس فقط هكذا، بل تحولت إلى مقربة منه وحاملة أسراره وساعدته في تشكيل كديما، وهي لم تترك أية بصمة، أي انطباع، في أي وزارة خدمت فيها، لا في وزارة العدل، ولا في الخارجية، وهي تفتقر إلى العمود الفقري، وهي ليست مؤهلة للمنصب الأصعب وهو رئاسة الحكومة في إسرائيل، ولا تملك لا ربع ولا خمس ولا عشر برودة الأعصاب، المؤهلات والقدرات التي لدى أولمرت، وهي، وهي وهي... ويعترفون في الليكود، بنوع من خيبة الأمل، بأنه ليس في هذا الكلام الكثير مما يفيد. فالمفارقة هي أنه يستحيل اتهامها بشيء، لأنها لم تفعل الكثير. وعندما لا تعمل لا تخطئ. وبالتالي لا تترك وراءك وصمات. وكم بالوسع تكرار القول بأنها غير مناسبة، حين يكون مرشحنا، نتنياهو، هو أحد رؤساء الوزارات الأكثر فشلاً في تاريخنا. وكم بالوسع القول إنها ليست كافية الخبرة، حين تكون خبرة نتنياهو إشكالية إلى هذا الحد. وقد فكر هذا الأسبوع أحد قادة الليكود بصوت مرتفع، لنفترض أننا سنصوغ شريطاً انتخابياً كذاك الذي بثته هيلاري كلينتون: يرن الخط الأحمر في الثالثة فجراً في مقر رئاسة الحكومة في شارع بلفور في القدس. من الجهة الثانية للخط، السكرتير العسكري يبلغ عن تحريك راجمات الصواريخ في إيران. هل يتمنى الجمهور لنفسه أن يكون أولمرت هو من سيرفع السماعة في فجر ذلك اليوم؟ ومشكلة ليفني أن الرأي بشأنها في حزبها لا يختلف كثيراً عنه في الليكود. فقد سئل مؤخراً عضو كنيست من كديما عما إذا كان يعتمد عليها في إدارة شؤون الدولة. وأجاب: «لا». فسئل: إذن من تؤيد؟ قال من دون تردد: «ليفني، إنها الصبية القادرة على جلب مقاعد أكثر لنا». المجد لشاؤول! قدّم أحد وزراء حزب العمل هذا الأسبوع وصفاً زاهياً لما يحدث في جلسات الحكومة يوم الأحد: تدخل ليفني، مترددة، منعزلة، منطوية. تجلس في كرسيها، لا تتواصل مع أحد. بعد ذلك بدقيقة يدخل شاؤول موفاز، صاخباً، موحياً بالطاقة والثقة بالنفس، يثرثر مع قادة الأحزاب حول قدراته ووضعه في عملية التنسيب لعضوية حزب كديما. وموفاز لا يتظاهر، وهو بالفعل يؤمن بأنه سيفوز على ليفني. وهو مقتنع بأن شعبيتها هوائية، فقاعية، نوع من المزاج. وهي شعبية تشبه تلك التي حظي بها عامي إيلون في بداية تنافسه ضد إيهود باراك. فقد بدأ إيلون السباق ولديه 40٪ وكان باراك بـ7 فقط، ولكن باراك فاز في النهاية بفضل عملية التنسيب التي قام بها لمصلحته بنيامين بن أليعزر في الوسط العربي، وبفضل العمل الميداني الممتاز لشالوم سمحون وبوجي هرتسوغ. هكذا تكسب الانتخابات التمهيدية وليس في استطلاعات الرأي. والحملة الانتخابية التي يخوضها موفاز هي حملة ليكودي. فهي تستند إلى منتسبين، ليكوديين في أغلبيتهم، وعلى ميل لليمين كالذي أظهره هذا الأسبوع في جولته في هضبة الجولان، وفي قوله السخيف، الذي بدا وكأنه عفوي، حول خطته للقدوم ذات يوم «مع الأولاد» ليمد جذوره في جبال الجولان. وليس هناك من يعرف بالضبط عدد من قام كل مرشح بتنسيبهم للحزب وكيف سيصوّت هؤلاء. ولكن ثمة معطى ليس حوله اختلاف: جرى تسجيل 20 ألف منتسب في بداية تشكيل كديما، في الإنترنت، من دون الربط بهذا المرشح أو ذاك. وأولئك الأعضاء هم أصل كديما، وهم يبحثون عن روح كديما التي مثلها في نظرهم أرييل شارون، وهم يرون في ليفني الشخص الذي يمثل روح كديما حالياً. وإذا ذهب هؤلاء للتصويت فإن ليفني سوف تفوز. وإذا بقوا في بيوتهم، أو ذهبوا للسياحة في الخارج، عندما تجري الانتخابات، فإن من قام موفاز بتنسيبهم، رجال الصناديق، التنسيب المنظم، سوف يحتلون الحزب. ويقول مسؤول كبير في الحزب الحاكم، «هذه ستشكل السيطرة التامة لليكود على كديما». وهكذا، ومن دون أن ننتبه، تحول موفاز إلى مرشح مركزي، يمتلك فرصة، لرئاسة كديما. ويبدو أن ليفني حتى يوم أمس كانت هناك، وفجأة ومن دون مقدمات، صار التركيز على موفاز. والمرشحان الآخران، مئير شطريت وآفي ديختر، بقيا في الهوامش. ويشكل انتعاش وضع موفاز بحد ذاته لغزاً. فطوال ثلاث سنوات، منذ ترك الليكود إلى كديما بعد لحظة من إعلانه أنه لا يمتلك بيتاً آخر، كان يعتبر سياسياً هامشياً. وقد نكل به أولمرت عندما أخذ منه وزارة الدفاع وقام بتعيينه وزيراً للمواصلات، وهو منصب ليس ثمة أكثر رمادية منه. وبقي موفاز منذ ذلك الحين الخائب المناوب. وكانت لديه انتقادات على كل شيء: على حرب لبنان الثانية، على السياسة المتبعة في غزة وعلى المفاوضات مع سوريا ومع الفلسطينيين. ومرة تلو مرة، انتظر من أولمرت تحسين وضعه، على أمل إزاحة ليفني من منصبها وأن يحتل هــو مكانــها في الخارجية، ومرة تلـو مرة أصيب بالخيبة. والآن، ربما للمرة الأخيرة، يبني على أولمرت. وهو يبني على الجهاز الذي أنشأه، على نشطائه، وفي الأساس على رغبته في الثأر من ليفني، بواسطة موفاز. غير أن المؤيدين الأكبر لموفاز هما نتنياهو وباراك. وإذا كان الأمر بيدهما، فإنهما كانا سينشئان جمعية «الساسة من أجل موفاز». ويطرح السؤال: لماذا يتمنى نتنياهو فوز موفاز؟ فموفاز يميني، ليكودي، يمكن أن يلتهم شيئاً من حصة الليكود أكثر من ليفني. ولكن نتنياهو يجري الحساب الكلي: موفاز لا يشعل النار. وهو في كل الأحوال لن يبدو كأمل أبيض كبير، في مواجهة الليكود. فهل سيأخذ شيئاً؟ ليس بالأمر الفظيع. وفي النهاية، فإن كل هذه المقاعد ستكون جزءاً من تجمع اليمين وهي ستوضع في جيب نتنياهو. وبالمقابل فإن ليفني في رئاسة كديما تضعف، في الحساب النهائي، تجمع اليمين. ويؤمن نتنياهو أيضاً أن موفاز قد يأخذ كديما ويعود بها إلى الليكود، مقابل وزارة الدفاع، في حين أن كديما برئاسة ليفني، والعمل برئاسة باراك، سيشكلان وزناً مضاداً، مزعجاً ومهدداً. والخلاصة، والحال هذه: المجد لك يا شاؤول! ولماذا يريد باراك موفاز؟ لأن كديما برئاسة موفاز ستغدو الليكود رقم اثنين، وسيفضل الكثير من ناخبي حزب العمل العودة إلى حزبهم الأم. أما كديما بزعامة ليفني، بالمقابل، فيمكن أن تنزل حزب العمل إلى ما تحت سقف الـ15 مقعداً. ويقولون في محيط باراك إن «موفاز هو أملنا الكبير. وكل من يظن أن باراك معني بفوز ليفني، وأنه ينسق معها، لا يعرف عماذا يتحدث». العيش بتواضع في العام ,2003 بعد شهور من تولي أولمرت وزارة الصناعة والتجارة، منح مقابلة موسعة لنداف إيل من «معاريف». وبين أمور عدة، تحدث إيل معه حول «إســرافه»، سفره، الفنادق ووجبات الطعام. حينها كانت هذه الأمور وكأنها فولكلور، موضوع للحسد من جانب عدد لا بأس به من الوزراء. ومن المثير للاهتمام استذكارها اليوم بعد حوالى خمس سنوات، وخمسة تحقيقات، وعدد غير محدود من المغلفات النقدية، وتالينسكي، الذي كان في زمن المقابلة يخرج ويدخل إلى مكتب وزير الصناعة والتجارة، وفي فنادق في القدس، يحمل مغلفات مليئة بالأوراق الخضراء. وفي مقابلة بعنوان نبوءاتي هو «الوريث»، يقتبس إيل عن شخص مغفل الاسم قوله عن أولمرت: «إنه يستطيع أن يكون رئيساً للحكومة، المشكلة هي أنه مشغول بربطات العنق، بالسيجار، بالســفر وبالوجــبات». ويكتــب إيل أنه في هذا المقطع تتدخل شولا زاكين وتقول: «عن أي وجبات تتحدثون، إنه يطلب مني أن أجلب له سندويتشـــات، لأنه لا وقت لديه للجلوس لتناول الطعام». وحينــها يضيــف أولمــرت: «كنت عشر سنوات رئيساً للبلدية ولم أقدم يوماً فاتورة، فحسب عن وجبة غداء واحدة». يهز إيل رأسه ويقتبس عن وزير آخر قوله عن أولمرت: «إنه يمتلك قدرات، وهو يتخذ قرارات، وهو صاحب عزم، ولكن مشكلته الوحيدة هي أنه طوال الاجتماع يفكر في رحلته المقبلة إلى نيويورك، بعد ساعتين». ويرد أولمرت على ذلك: «أفترض أن من يقول ذلك هو أحد الوزراء الذين ما إن تنتهي الجلسة حتى يأتي لي طالباً مني ترتيب دعوة له إلى نيويورك. والفارق بيني وبين وزراء آخرين هو أن معظم رحلاتي التي أسافر فيها ممولة من جانب جهات خارجية تدعوني، لأنها تريد سماع آرائي. وأنا لست من الوزراءالذين ينظمون لأنفسهم رحلات «في شؤون وزاراتهم»، لا أحد يعرف ماهيتها وما الذي يجري فيها». ويضيف أولمرت، في هذا المقطع: «بوسعي التفكير، مثلاً، بمرشح أشترى في السنوات الأخيرة بيتاً صيفياً وبيتاً شتوياً وكسب الملايين. ماذا ألا يكون مسرفاً؟ وأستطيع أيضاً التفكير بشخص يبدو وكأنه اجتماعي، وهو ليس كذلك. يصعب الحكم على الأشياء، لكني أعيش طوال حياتي بشكل متواضع».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق